حنين في حنين.. يا ذكريات السنين.. و دمعة خلف نافذة الانتظار.. و قلب يتجرع سكرات الاحتضار.. و نفس جريئه.. يباريها اليأس.. و تأبى الانكسار.. لو تسير مراكب الأيام مشاوير الدهر.. و تستعمر ريح الشتاء أعماق البحر.. و يذوق الغني مثل الفقير مرارة الفقر.. ويستحيل شعور المنتصر هما و قهر.. و تذوب الشمس في بواطن النهر.. ما انطفأ حنيني.. كلا ولا تعدلت سنيني.. أنا اللذي رسمت الحرف على الأيام دمعه.. أنا اللذي بكت لي غصون الخريف.. وتسابقت أوراقها لتحتضن كتاباتي.. و تخضر بعدها زهوا بأبياتي.. وفي قلبي.. يبقى الحنين هو الحنين.. قمر يبعث لليل حكاياتي.. فيتلوها .. وتلحنها آهاتي.. ======== كنا اثنين.. تمضي بنا ركائب الشوق على متن الحياهـ.. ما كنا نعلم .. أن الغرام لا ينتهي الا بمأساه.. زوج و زوجه .. بل عاشق و عاشقه.. لا أدري ما أسمينا!! كان حبا يملأ الدنيا هياما.. كانت قصة تتبختر بها المشاعر تيها.. كنا ملوك زماننا.. كان جنون ولهفة.. كنا نحن الحياه.. و كانت هي الحنان .. كان هوى يصنع من الدمعة ابتسامه.. كان خرافة بل كان غراما.. في الصبح لا أصحو الا متوسدة ذراعي.. وان كتبت شعرا .. فهي حرفي و يراعي.. ضحكتها .. همستها .. ملامحها.. مشيتها.. حديثها .. مرآتها.. مكياجها .. صورتها .. عطرها.. كلها أنا .. وما أنا الا جزئها.. احتوتني .. ملكتني بل استعمرتني.. احتلت كل تفاصيل حياتي.. معها فقط .. أشعر برجولتي.. نعم أقولها بين أناس يرون ذاك من العار.. قد كنت فاشلا .. خاملا .. لم أكن شيء.. صنعتني و أمرتني.. أشعلت في داخلي نيران الطموح.. صورت لي أرقى الصروح.. فتقدمت و تحديت .. وانتصرت.. نجحت و أكملت و تفوقت.. وعندما وصلت .. لحلمي اللذي هي رسمت.. ركضت اليها.. أبشرها و أخبرها.. ليس لتفخر بي.. وليس لتهنئني.. فقط لأراها تبتسم.. كم كنا زوجين ..صديقين عاشقين.. ======= آآهـ و ألف آآهـ أجرها مقهورهـ.. آآهـ وفي قلبي من الحزن عويل و بكاء.. آآآهـ عليها و منها .. كم تأوهت و تجرعت الأنين.. في كل لمحة من وجهي .. موطن لها.. في كل قطعة من قلبي .. سكن لها.. قالت لي أختها : زوجتك ماتت.. هذا الصباح ماتت.. لا تسالنا كيف .. لسنا ندري.. ولكنها ماتت وهي تحدثني عنك.. قالت قبل موتها: اليوم حبيبي سيبشرني بالنجاح.. اليوم سأقضيه معه بالأفراح.. صدقيني سينجح.. هذا زوجي .. بطلي و عشقي.. وبعد غد .. سنسافر .. كما وعدني.. فزوجي لا يخلف الوعود.. و قلبه بالعطف يجود.. لو تعلمين يا اختي.. لقد ملأ حياتي بالورود.. فقط سأنام الآن بضع ساعات.. وأيقظيني اذا جاء.. ونامت حبيبتي .. ونامت معها فرحتي.. انطفأ نورها.. وانطفأت شمعتي.. و لأول مره .. أرى دمعتي.. بكيت و بكت معي جدران الدار.. بكيت و أبكيت أهلي و الجار.. أضم ملابسها و أبكي.. كل شبر في البيت أخذ منها صفه.. أينما التفت أراها.. أنتظرها تخرج من هذي الغرفة أو تلك.. أتحسس بيدي مكانها في الفراش.. أشعر أنها موجوده .. ولا أراها.. أعلم أنها مفقوده ولكني أراها.. أنتظرها كأنها سترجع.. لليوم لم أصدق.. اذا خرجت .. اتصل على البيت.. وأنتظر بالساعات .. وأنسى أنها ماتت.. اذا دخلت .. أناديها و أقف مكاني.. أقول .. ربما تظهر و تأتي لأحضاني.. اذا قرأت رسالة حب في الجوال.. أرسلها لها.. فأتذكر أنها رحلت.. فأتحسر على هذه الكلمات.. ليتها تقرأها.. واذا صحوت ولم أرها بجانبي.. أقول .. أين ذهبت حبيبتي؟!.. و أتذكر مفجوعا .. لقد ماتت.. ======= تقاطر الناس على بيتهم يعزون.. وأنا بينهم .. جسد تحرسه المنون.. رأوها في وجهي وفي صوتي.. و عرفو أني أنا المكلوم.. حملناها وصلينا عليها.. ذهبنا بها لقبرها.. عجبي كيف تدفن الورود!! لكأن الكون صامت ينظر اليها.. لكأن الأرض اهتزت لما حثونا التراب عليها.. تسمرت في مكاني.. تزلزل كياني.. توقف زماني.. وما صحوت الا يومي الثاني.. كيف؟؟ لماذا ؟؟ ما هذا ؟؟ آالاف الأسئله الحائره في ذهني.. ولكن الأكيد.. أن الراحة قد سلبت مني.. وبدأت عصر الهذيان.. هم يعتقدون أنها ماتت.. ولكني أراها كل ليله.. تكلمني و تهمس لي.. وتقول: ما أجمل أيامي معك.. ليتنا نعود.. ======== تغير حالي..وتبدلت أموري.. كبرت عشرين سنه.. خبأت العاطفه.. وهدأت العاصفه.. طال صمتي و شحوبي.. تجمدت ملامحي.. تمر الأيام .. مجرد أيام.. لاجديد.. تتغير الأماكن .. مجرد أماكن.. لا جديد.. قال الناس: ابحثوا له عن عزاء.. عليكم بالنساء.. ففي بعضهن عن بعضهن عزاء.. وصحوت يوما و امرأة بجانبي.. يقولون عنها زوجتي.. رحماك يا رب.. ما ذنب هذه المسكينه؟!.. واخترت أن أداريها و أداري عنها الوجدان.. قد ذقت فجيعة الحب و قسوة الحرمان.. من ذاق مثلي في الهوى هذا العذاب.. يكره أن يرى غيره يقاسي نفس العذاب.. ومن رأى حبيبه يرحل الى الغياب.. يخاف أن يكرر هو تلك الأسباب.. ======== و اليوم..... لازال الحنين هو الحنين.. وخيوله تصول و تجول.. تجره الخيل في ميادين الذكريات.. وكلما غفا ذلك القلب المسكين.. صرخ به الحنين.. قم .. وتذكر تلك السنين.. و وعدك الأمين.. أنك لن تنسى.. و لن تسلى.. ولن تنام عن ذكرها و ذكراها.. وستبقى دوما.. الســــاري الحزين.. وستكون كل نبضة من قلبك.. صرخة حنين.. تزلزل حياتك.. وتغري ذكرياتك.. وتبقى بصدرك حتى مماتك. الســـــــــــــــــاري |
[/size][/center]