وقع والتسمية
تتمتع مدينة نابلس بموقع جغرافي هام، فهي تتوسط إقليم المرتفعات الجبلية في فلسطين بصفة عامة، كما أنها ضمن سلسلة المدن الفلسطينية الواقعة على خط تقسيم المياه.
تقع المدينة عند التقاء دائرة عرض 32.13 0 شمالاً وخط طول 35.16 شرقا ويحدها من الشمال جبل عيبال وقرية عصيرة الشمالية، ومن الجنوب جبل جرزيم وقرية كفر قليل، ومن الغرب والشمال الغربي قرى زواتا وبيت إيبا وبيت وزن ورفيديا، أما من الشرق والجنوب فيحدها كل من سهل بلاطة وعسكر مروان الباذان وقرى روجيب وكفر بيتا وسالم ودير الحطب وعزموط.
الاسم وتطوره:
ورد ذكر نابلس في رسائل تل العمارنة وتقارير تحتمس الثالث باسم شاكمي "shakmi" وحرف الاسم إلى شكيم، وقد كانت أول رقعة نزل فيها إبراهيم عليه السلام بعد أن قدم من أور بالعراق، ثم سكنها يعقوب بن اسحق عليه السلام ويرجع اسم نابلس إلى نيابولس Neoplolis وهي المدينة الجديدة التي أقامها الإمبراطور الروماني قسبازيان بعد تدمير المدينة القديمة .
--------------------------------------------------------------------------------
نابلس عبر التاريخ :
نابلس مدينة كنعانية قديمة ظهرت خلال عصور ما قبل التاريخ ويعود تاريخها إلى 4500 قبل الميلاد. وقد سماها الكنعانيون شكيم أي النجد أو الأرض المرتفعة، ويعتقد بأن شكيم الكنعانية هي قرية بلاطة الحديثة التي تقع على بعد كيلو متر ونصف شرقي مدينة نابلس .
ورد ذكر شكيم في نصوص إيبلة التي اكتشفها باولوماتيه عالم الآثار الإيطالي ضمن مدن كنعانية أخرى في فلسطين، وهي بيت جبرين، أريحا، شكيم، أورشاليم، مجدو، وبيت شان .. وتاريخ هذه النصوص يعود إلى نهاية عصور ما قبل التاريخ 3500 ق. م.
تبعد نابلس عن القدس 69 كم وعن عمان 114 كم، عن البحر المتوسط 42 كم، وترتبط بمدن وقرى الضفة الغربية، حيث تصلها شوارع بمدينة جنين شمالاً وبطولكرم وقلقيلية غرباً، وطوباس شرقاً، وحوارة ورام الله جنوباً .
نشأت نابلس القديمة في وادي طويل مفتوح بين جبلي عيبال شمالاً، وجرزيم جنوباً، أما نابلس الحديثة فقد بنيت على هذين الجبلين، ويبلغ ارتفاع جبل عيبال 940 م، وجبل جرزيم 870 م، وترتفع المدينة في المتوسط 550 م عن سطح البحر. أودية نابلس تنحدر من منطقة نابلس نحو الغرب والشرق، ومن هذه الأودية وادي التفاح، يبدأ من نابلس ويسير في خانق عميق ليتصل بوادي الزومر في منطقة طولكرم غرباً ووادي الباذان الذي يبدأ من الجبال الواقعة شمالي شرقي نابلس، ويتزود بمياه الينابيع الصدعية مثل عين الباذان ليصب في وادي الفارعة الذي يرفد نهر الأردن.
وتمتاز جبالها ووديانها بكثرة الينابيع، ففي جبل جرزيم ينبع من منحدراته الشمالية 22 عيناً. وأشهر العيون في نابلس: عين بيت الماء، رأس العين، عين الصبيان، عين القريون، عين الدفنة، عين العسل .
وتشير النصوص المصرية بأن شكيم كانت مدينة محصنة استراتيجية ذات أهمية دولية منذ 1800 سنة قبل الميلاد ، كما كانت مركزاً للديانات الكنعانية والحياة السياسية، ويفهم من النصوص المصرية أن فلسطين ابتداءً من بداية هذا العصر أصبحت علاقتها وطيدة بمصر .
ورسائل تل العمارنة (1400-1350 سنة ق.م)، تتحدث عن مدينة شكيم، تحت حكم أميرها الكنعاني لابعايو كمدينة تلعب دوراً هاماً في النزاعات ضد السيطرة المصرية على منطقة فلسطين .
وحسب ما ورد في التوراة فإنها أول مدينة كنعانية نزل فيها سيدنا إبراهيم الخليل (التكوين 12 : 6-8 ) قادماً من مدينة أور بالعراق، وكان ذلك حوالي 1805 ق.م وبعده أتى سيدنا يعقوب من فدان آرام على نهر الفرات بالعراق، ونزل شكيم ، ثم سكن مدينة كنعانية تعرف باسم بيت إيل وتعني مقر أبو الآلهة الكنعانية، وكانت مركز عبادة الإله إل الكنعاني أو إيل . (التكوين 25: 34-29، 35: 1-ويذكر أن يعقوب عاد فيما بعد إلى شكيم .
وفي عصر الحديد 1200-323 قبل الميلاد استمرت المدن الكنعانية بنفس نظام المدن المحصنة ذات القلاع خلال فترات عصر البرونز .. وتشير التوراة إلى وجود حروب بين اليهود والكنعانيين الفلسطينيين .. وقد سيطر اليهود على مدينتين كنعانيتين:
الأولى: مدينة ( يبوس ) أورشالم مدينة اليبوسيين الكنعانيين وقلب مملكتهم منذ عصور ما قبل التاريخ، احتلها اليهود سنة 1000 ق .م بقيادة سيدنا داوود ( 100-963 ق.م)، ثم سليمان (963 –923 سنة ق .م) .. واستمر اليهود فيها تحت اسم مملكة يهوذا حتى سقطت سنة 586 ق.م على يد نبوخذ نصر .
الثانية : مدينة شكيم، التي بدأ نفوذهم فيها عام 923م.م وانتهى عام 722ق.م على يد سرجون الثاني، وبقى فيها أهلها الكنعانيون، وتشير بعض المراجع الى إحضار كنعانيين من الدواخل، وهم العموريون.
أما السامريون فقد سكنوا مدينة شكيم وهم فئة من اليهود لا تعترف من التوراة بغير الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى النبي موسى، وتعرف هذه الفئة بالسامريين نسبة إلى السامرة، وقد ناصبهم اليهود العداء منذ ظهورهم. ولا تزال بقاياهم موجودة في مدينة نابلس حتى هذا اليوم ولا يتجاوز عددهم 250 نسمة، وقد وضع لهم عضو برلمان في المجلس التشريعي المنتخب لأول مرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر 1995 .
سنة 332 قبل الميلاد سقطت فلسطين في يد الإسكندر المقدوني وأصبحت تابعة للإمبراطورية اليونانية حتى سنة 64 قبل الميلاد. وخضعت فلسطين إلى حكم إمبراطورية البطالمة والسلوقيين، وقد تركت الهيلينية بصماتها واضحة على بعض مظاهر الحياة أيام الحكم اليوناني وذلك بسبب إنشاء سبعين مدينة ضخمة على الطراز الإغريقي في البلاد التي احتلها جيش اليونان. وقد استخدمت كمراكز ثقافية تم بواسطتها نشر الثقافة اليونانية في بلدان العالم القديم .
ومن المدن الثقافية التي أنشئت في العهد اليوناني بيلاوريون (تل الأشعري)، هيبوس (قلعة الحصن) وتقعان شرق طبريا، ومدينة (فيلوتير) في الطرف الجنوبي من بحيرة طبريا، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى فيلوتير شقيقة بطليموس الثاني فيلادلفوس، ومدينة جيراز (جرش) .
وقد حول الإغريق الكثير من أسماء المدن الكنعانية الفلسطينية إلى أسماء إغريقية منها عكا، حيث سميت بتولما في عهد بطليموس الثاني، وبيت شان سميت سكيثوبوليس، وبيت جبرين أطلق عليها اليوثيروبوليس، وإيلات سميت بيرينكة، وشكيم سميت نيابوليس .. وأصبحت المدينة تشتمل على رقعة واسعة من الأراضي تحيط بها الأسوار، وبها بوابات ضخمة ذات جلال، وفي داخل الأسوار يقع القصر الملكي أو قصر الحاكم، وكذلك الساحة العامة والمدرج الضخم والمسرح وبرك السباحة والمعابد الضخمة المتعددة، ومثل هذه المدن بيت جبرين وشكيم .
وفي العصر الروماني 64 ق.م – 323 م أحيطت مدينة شكيم (السامرة) بواسطة سور، طوق حوالي 170 أكد . أما بوابة المدينة فقد وجدت في الناحية الغربية من المدينة وتضم برجين دائريين عظيمين بقطر 46 قدماً، وهي مقامة على قواعد مربعة الشكل تعود للعصر الهيليني..
ومبنى الباسليكا من السامرة (نابلس) يعود تاريخه إلى العصر الروماني .
وفي عهد هادريانوس ( 117م-138م ) أقام الرومان معبداً لجوبتر على جبل جرزيم مكان معبد السامريين .
وفي العصر البيزنطي 323م-638م انتصرت المسيحية أصبحت كل فلسطين تدين بالمسيحية ومن ضمنها نابلس وأصبحت مركزاً لأسقفية. وفي القرن الخامس الميلادي بنى المسيحيون على قمة جبل جرزيم كنيسة تخليداً لمريم العذراء
في عهد الإمبراطور جستنيان (527م-565م) .
بنى الرومان المسيحيون قلعة مسورة بالقرب من كنيسة مريم لا تزال آثارها باقية وأعادوا بناء خمس كنائس تهدمت في حروب سابقة .
في عام 638م فتح العرب المسلمون نابلس بقيادة عمرو بن العاص في خلافة أبي بكر الصديق، وقد تعهد المسلمون بحماية من بقي من أهلها على دينه من المسيحيين على أن يدفعوا الجزية عن رقابهم والخراج عن أراضيهم .
وبعد الفتح الإسلامي أصبحت نابلس مدينة من مدن جند فلسطين الذي كانت عاصمته اللد ثم الرملة.
في القرن العاشر الميلادي وصف المؤرخ المقدسي نابلس فقال: " إن نابلس في الجبال يكثر فيها الزيتون، والجامع في وسطها، وهي مبلطة ونظيفة ولها نهر جار".
في سنة 1099 م استولى عليها الصليبيون بقيادة تنكرد صاحب أنطاكية وبنى بلدوين الأول (1100-1118م) فيها قلعة على رأس جبل جرزيم لحماية قواته .
في سنة 1120م عقد فيها بغدوين الثاني (1118-1130 م ) مجمعاً كنسياً كبيراً .
في سنة 1187 م انتصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، وعادت نابلس بقراها وبلدانها إلى المسلمين .
في سنة 1189 م أصاب نابلس زلزال، فتهدمت فيها مبان كثيرة، ومات تحت الأنقاض ثلاثون ألفاً من أهلها .
في سنة 1260م استولى عليها التتار، ولكنهم خرجوا في نفس السنة على يد قطز المملوكي.
في سنة 1325م زارها ابن بطوطة فوجدها مدينة عظيمة كثيرة الأشجار والماء ومن أكثر بلاد الشام زيتوناً، وبها مسجد جامع متقن وحسن في وسطه بركة ماء عذب .
في سنة 1517م سيطر العثمانيون على سورية وفلسطين ولبنان والأردن، وأصبحت فلسطين تابعة للإمبراطورية العثمانية ومن ضمنها نابلس .
في سنة 1671م زارها السائح التركي أولياجلبي، ذكر أنها مركز لواء تابع لولاية دمشق ويضم مائتي قرية، وذكر مساجدها وسوقها ومدارسها وحماماتها وقال "إنها تقع بين جبلين وتكثر فيها الجناين والبساتين ومناخها ممتاز وتحيط بها جبال تكسوها الكروم وأشجار الليمون والرمان والتين والزيتون والنخيل".
في سنة 1832م دخلت نابلس تحت الحكم المصري بقيادة القائد إبراهيم باشا .
في سنة 1834م ثار الفلسطينيون فيها على الحكم المصري ولكنهم أخفقوا .
في سنة 1840م عادت فلسطين إلى الحكم العثماني .
وفي نهاية الحكم العثماني أصبحت مدينة نابلس قضاء، ويضم 101 من القرى .
سميت جبل النار، لأن جبل النار من أسماء لواء نابلس وقيل من أسماء فلسطين، أسماها به دروز جبل لبنان. في عهد الترك اعترافاً ببسالة أهله .
كان لنابلس دوراً مهماً في ثورة 36-39 ، وحدثت فيها معارك كثيرة اهمها موقعة جرزايم وعيبال.
في عام 1967 وقعت نابلس تحت الاحتلال الاسرائيلي
في يوم 10/12/1995 تم انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي ودخول قوات الأمن العام الفلسطينية البلدة.
--------------------------------------------------------------------------------
السكان والنشاط الاقتصادي:
يبلغ عدد سكان مدينة نابلس حسب إحصاء عام 1922م، 15947 نسمة ازداد عام 1931 ليصل إلى 17418 نسمة واستمر في الزيادة إلى أن وصل 1966م 53000 نسمة وفي عام 1967 انخفض ليصل 44000 نسمة، بسبب نزوح عدد من السكان إثر حرب عام 1967 ولكنه عاد للارتفاع ليصل إلى 53360 نسمة، ويشير الجدول التالي إلى تطور عدد السكان في مدينة نابلس، وقد مارست نابلس العديد من الوظائف
تتمتع مدينة نابلس بموقع جغرافي هام، فهي تتوسط إقليم المرتفعات الجبلية في فلسطين بصفة عامة، كما أنها ضمن سلسلة المدن الفلسطينية الواقعة على خط تقسيم المياه.
تقع المدينة عند التقاء دائرة عرض 32.13 0 شمالاً وخط طول 35.16 شرقا ويحدها من الشمال جبل عيبال وقرية عصيرة الشمالية، ومن الجنوب جبل جرزيم وقرية كفر قليل، ومن الغرب والشمال الغربي قرى زواتا وبيت إيبا وبيت وزن ورفيديا، أما من الشرق والجنوب فيحدها كل من سهل بلاطة وعسكر مروان الباذان وقرى روجيب وكفر بيتا وسالم ودير الحطب وعزموط.
الاسم وتطوره:
ورد ذكر نابلس في رسائل تل العمارنة وتقارير تحتمس الثالث باسم شاكمي "shakmi" وحرف الاسم إلى شكيم، وقد كانت أول رقعة نزل فيها إبراهيم عليه السلام بعد أن قدم من أور بالعراق، ثم سكنها يعقوب بن اسحق عليه السلام ويرجع اسم نابلس إلى نيابولس Neoplolis وهي المدينة الجديدة التي أقامها الإمبراطور الروماني قسبازيان بعد تدمير المدينة القديمة .
--------------------------------------------------------------------------------
نابلس عبر التاريخ :
نابلس مدينة كنعانية قديمة ظهرت خلال عصور ما قبل التاريخ ويعود تاريخها إلى 4500 قبل الميلاد. وقد سماها الكنعانيون شكيم أي النجد أو الأرض المرتفعة، ويعتقد بأن شكيم الكنعانية هي قرية بلاطة الحديثة التي تقع على بعد كيلو متر ونصف شرقي مدينة نابلس .
ورد ذكر شكيم في نصوص إيبلة التي اكتشفها باولوماتيه عالم الآثار الإيطالي ضمن مدن كنعانية أخرى في فلسطين، وهي بيت جبرين، أريحا، شكيم، أورشاليم، مجدو، وبيت شان .. وتاريخ هذه النصوص يعود إلى نهاية عصور ما قبل التاريخ 3500 ق. م.
تبعد نابلس عن القدس 69 كم وعن عمان 114 كم، عن البحر المتوسط 42 كم، وترتبط بمدن وقرى الضفة الغربية، حيث تصلها شوارع بمدينة جنين شمالاً وبطولكرم وقلقيلية غرباً، وطوباس شرقاً، وحوارة ورام الله جنوباً .
نشأت نابلس القديمة في وادي طويل مفتوح بين جبلي عيبال شمالاً، وجرزيم جنوباً، أما نابلس الحديثة فقد بنيت على هذين الجبلين، ويبلغ ارتفاع جبل عيبال 940 م، وجبل جرزيم 870 م، وترتفع المدينة في المتوسط 550 م عن سطح البحر. أودية نابلس تنحدر من منطقة نابلس نحو الغرب والشرق، ومن هذه الأودية وادي التفاح، يبدأ من نابلس ويسير في خانق عميق ليتصل بوادي الزومر في منطقة طولكرم غرباً ووادي الباذان الذي يبدأ من الجبال الواقعة شمالي شرقي نابلس، ويتزود بمياه الينابيع الصدعية مثل عين الباذان ليصب في وادي الفارعة الذي يرفد نهر الأردن.
وتمتاز جبالها ووديانها بكثرة الينابيع، ففي جبل جرزيم ينبع من منحدراته الشمالية 22 عيناً. وأشهر العيون في نابلس: عين بيت الماء، رأس العين، عين الصبيان، عين القريون، عين الدفنة، عين العسل .
وتشير النصوص المصرية بأن شكيم كانت مدينة محصنة استراتيجية ذات أهمية دولية منذ 1800 سنة قبل الميلاد ، كما كانت مركزاً للديانات الكنعانية والحياة السياسية، ويفهم من النصوص المصرية أن فلسطين ابتداءً من بداية هذا العصر أصبحت علاقتها وطيدة بمصر .
ورسائل تل العمارنة (1400-1350 سنة ق.م)، تتحدث عن مدينة شكيم، تحت حكم أميرها الكنعاني لابعايو كمدينة تلعب دوراً هاماً في النزاعات ضد السيطرة المصرية على منطقة فلسطين .
وحسب ما ورد في التوراة فإنها أول مدينة كنعانية نزل فيها سيدنا إبراهيم الخليل (التكوين 12 : 6-8 ) قادماً من مدينة أور بالعراق، وكان ذلك حوالي 1805 ق.م وبعده أتى سيدنا يعقوب من فدان آرام على نهر الفرات بالعراق، ونزل شكيم ، ثم سكن مدينة كنعانية تعرف باسم بيت إيل وتعني مقر أبو الآلهة الكنعانية، وكانت مركز عبادة الإله إل الكنعاني أو إيل . (التكوين 25: 34-29، 35: 1-ويذكر أن يعقوب عاد فيما بعد إلى شكيم .
وفي عصر الحديد 1200-323 قبل الميلاد استمرت المدن الكنعانية بنفس نظام المدن المحصنة ذات القلاع خلال فترات عصر البرونز .. وتشير التوراة إلى وجود حروب بين اليهود والكنعانيين الفلسطينيين .. وقد سيطر اليهود على مدينتين كنعانيتين:
الأولى: مدينة ( يبوس ) أورشالم مدينة اليبوسيين الكنعانيين وقلب مملكتهم منذ عصور ما قبل التاريخ، احتلها اليهود سنة 1000 ق .م بقيادة سيدنا داوود ( 100-963 ق.م)، ثم سليمان (963 –923 سنة ق .م) .. واستمر اليهود فيها تحت اسم مملكة يهوذا حتى سقطت سنة 586 ق.م على يد نبوخذ نصر .
الثانية : مدينة شكيم، التي بدأ نفوذهم فيها عام 923م.م وانتهى عام 722ق.م على يد سرجون الثاني، وبقى فيها أهلها الكنعانيون، وتشير بعض المراجع الى إحضار كنعانيين من الدواخل، وهم العموريون.
أما السامريون فقد سكنوا مدينة شكيم وهم فئة من اليهود لا تعترف من التوراة بغير الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى النبي موسى، وتعرف هذه الفئة بالسامريين نسبة إلى السامرة، وقد ناصبهم اليهود العداء منذ ظهورهم. ولا تزال بقاياهم موجودة في مدينة نابلس حتى هذا اليوم ولا يتجاوز عددهم 250 نسمة، وقد وضع لهم عضو برلمان في المجلس التشريعي المنتخب لأول مرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر 1995 .
سنة 332 قبل الميلاد سقطت فلسطين في يد الإسكندر المقدوني وأصبحت تابعة للإمبراطورية اليونانية حتى سنة 64 قبل الميلاد. وخضعت فلسطين إلى حكم إمبراطورية البطالمة والسلوقيين، وقد تركت الهيلينية بصماتها واضحة على بعض مظاهر الحياة أيام الحكم اليوناني وذلك بسبب إنشاء سبعين مدينة ضخمة على الطراز الإغريقي في البلاد التي احتلها جيش اليونان. وقد استخدمت كمراكز ثقافية تم بواسطتها نشر الثقافة اليونانية في بلدان العالم القديم .
ومن المدن الثقافية التي أنشئت في العهد اليوناني بيلاوريون (تل الأشعري)، هيبوس (قلعة الحصن) وتقعان شرق طبريا، ومدينة (فيلوتير) في الطرف الجنوبي من بحيرة طبريا، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى فيلوتير شقيقة بطليموس الثاني فيلادلفوس، ومدينة جيراز (جرش) .
وقد حول الإغريق الكثير من أسماء المدن الكنعانية الفلسطينية إلى أسماء إغريقية منها عكا، حيث سميت بتولما في عهد بطليموس الثاني، وبيت شان سميت سكيثوبوليس، وبيت جبرين أطلق عليها اليوثيروبوليس، وإيلات سميت بيرينكة، وشكيم سميت نيابوليس .. وأصبحت المدينة تشتمل على رقعة واسعة من الأراضي تحيط بها الأسوار، وبها بوابات ضخمة ذات جلال، وفي داخل الأسوار يقع القصر الملكي أو قصر الحاكم، وكذلك الساحة العامة والمدرج الضخم والمسرح وبرك السباحة والمعابد الضخمة المتعددة، ومثل هذه المدن بيت جبرين وشكيم .
وفي العصر الروماني 64 ق.م – 323 م أحيطت مدينة شكيم (السامرة) بواسطة سور، طوق حوالي 170 أكد . أما بوابة المدينة فقد وجدت في الناحية الغربية من المدينة وتضم برجين دائريين عظيمين بقطر 46 قدماً، وهي مقامة على قواعد مربعة الشكل تعود للعصر الهيليني..
ومبنى الباسليكا من السامرة (نابلس) يعود تاريخه إلى العصر الروماني .
وفي عهد هادريانوس ( 117م-138م ) أقام الرومان معبداً لجوبتر على جبل جرزيم مكان معبد السامريين .
وفي العصر البيزنطي 323م-638م انتصرت المسيحية أصبحت كل فلسطين تدين بالمسيحية ومن ضمنها نابلس وأصبحت مركزاً لأسقفية. وفي القرن الخامس الميلادي بنى المسيحيون على قمة جبل جرزيم كنيسة تخليداً لمريم العذراء
في عهد الإمبراطور جستنيان (527م-565م) .
بنى الرومان المسيحيون قلعة مسورة بالقرب من كنيسة مريم لا تزال آثارها باقية وأعادوا بناء خمس كنائس تهدمت في حروب سابقة .
في عام 638م فتح العرب المسلمون نابلس بقيادة عمرو بن العاص في خلافة أبي بكر الصديق، وقد تعهد المسلمون بحماية من بقي من أهلها على دينه من المسيحيين على أن يدفعوا الجزية عن رقابهم والخراج عن أراضيهم .
وبعد الفتح الإسلامي أصبحت نابلس مدينة من مدن جند فلسطين الذي كانت عاصمته اللد ثم الرملة.
في القرن العاشر الميلادي وصف المؤرخ المقدسي نابلس فقال: " إن نابلس في الجبال يكثر فيها الزيتون، والجامع في وسطها، وهي مبلطة ونظيفة ولها نهر جار".
في سنة 1099 م استولى عليها الصليبيون بقيادة تنكرد صاحب أنطاكية وبنى بلدوين الأول (1100-1118م) فيها قلعة على رأس جبل جرزيم لحماية قواته .
في سنة 1120م عقد فيها بغدوين الثاني (1118-1130 م ) مجمعاً كنسياً كبيراً .
في سنة 1187 م انتصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، وعادت نابلس بقراها وبلدانها إلى المسلمين .
في سنة 1189 م أصاب نابلس زلزال، فتهدمت فيها مبان كثيرة، ومات تحت الأنقاض ثلاثون ألفاً من أهلها .
في سنة 1260م استولى عليها التتار، ولكنهم خرجوا في نفس السنة على يد قطز المملوكي.
في سنة 1325م زارها ابن بطوطة فوجدها مدينة عظيمة كثيرة الأشجار والماء ومن أكثر بلاد الشام زيتوناً، وبها مسجد جامع متقن وحسن في وسطه بركة ماء عذب .
في سنة 1517م سيطر العثمانيون على سورية وفلسطين ولبنان والأردن، وأصبحت فلسطين تابعة للإمبراطورية العثمانية ومن ضمنها نابلس .
في سنة 1671م زارها السائح التركي أولياجلبي، ذكر أنها مركز لواء تابع لولاية دمشق ويضم مائتي قرية، وذكر مساجدها وسوقها ومدارسها وحماماتها وقال "إنها تقع بين جبلين وتكثر فيها الجناين والبساتين ومناخها ممتاز وتحيط بها جبال تكسوها الكروم وأشجار الليمون والرمان والتين والزيتون والنخيل".
في سنة 1832م دخلت نابلس تحت الحكم المصري بقيادة القائد إبراهيم باشا .
في سنة 1834م ثار الفلسطينيون فيها على الحكم المصري ولكنهم أخفقوا .
في سنة 1840م عادت فلسطين إلى الحكم العثماني .
وفي نهاية الحكم العثماني أصبحت مدينة نابلس قضاء، ويضم 101 من القرى .
سميت جبل النار، لأن جبل النار من أسماء لواء نابلس وقيل من أسماء فلسطين، أسماها به دروز جبل لبنان. في عهد الترك اعترافاً ببسالة أهله .
كان لنابلس دوراً مهماً في ثورة 36-39 ، وحدثت فيها معارك كثيرة اهمها موقعة جرزايم وعيبال.
في عام 1967 وقعت نابلس تحت الاحتلال الاسرائيلي
في يوم 10/12/1995 تم انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي ودخول قوات الأمن العام الفلسطينية البلدة.
--------------------------------------------------------------------------------
السكان والنشاط الاقتصادي:
يبلغ عدد سكان مدينة نابلس حسب إحصاء عام 1922م، 15947 نسمة ازداد عام 1931 ليصل إلى 17418 نسمة واستمر في الزيادة إلى أن وصل 1966م 53000 نسمة وفي عام 1967 انخفض ليصل 44000 نسمة، بسبب نزوح عدد من السكان إثر حرب عام 1967 ولكنه عاد للارتفاع ليصل إلى 53360 نسمة، ويشير الجدول التالي إلى تطور عدد السكان في مدينة نابلس، وقد مارست نابلس العديد من الوظائف