بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ومن وحور الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الإخوة ، وصلنا إلى موضوع يرتبط أشد الارتباط بواقعنا ، كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما استقر في المدينة أسس نظاماً عاماً أساسه التعايش السلمي ، وبالمصطلح الحديث : المواطنة ، وبالمصطلح الحديث : السلم الأهلي ، والمسلمون اليوم في بلادهم ، ومع من يعيشون معه من مختلف الطوائف ، والملل ، والنحل هو في أشد الحاجة إلى هذا المفهوم مفهوم أن تعيش مع الآخر ، مفهوم المواطنة ، مفهوم السلم الأهلي ، مفهوم قبول الآخر ، هذه المفهومات الطارئة في العالم الإسلامي اليوم ليس لها أصل في الدين ، إنها من البدع.