أرغفة
زنزانة ضيقة، ضوء باهر في السقف، بطانية ممزقة تفوح منها روائح كريهة. منذ أغلقوا عليه الباب الحديدي زهز يجيل النظر فيما حوله بفضول، ويلوب في مساحة مترين مربعين دون أن يهدأ أو يستقر.
قرب الركن، رغيفٌ محشوٌ ببعض قطع البندورة، يلمس الرغيف في حذر ويختلط سائل رُب البندورة مع لب الرغيف: انها لزوجة تثير الاعصاب. ثمة شخص آخر كان هنا، أين مضوا به؟ ولماذا لم يأكل طعامه؟؟؟
يحاول أن ينام، يؤرقه منظر الرغيف الصامت، والضوء المنبعث من مصباح السقف، يخفي الرغيف تحت السرير. يدفن راسه تحت
البطانية، فلا ينام لأن ثمة رغيفاً محيراً لا يبوح بأي كلام.
في الصباح، يحضرون له رغيفاً مشابهاً، يحاول أن يقضم من طرفه
لقمة، لا يقوى على ابتلاعها، يتقيؤها، يضع الرغيف تحت السرير
ثمة الآن رغيفان ورجل واحد في الزنزانة.
ثم يأتون، يقتادونه الى الخارج، والرغيفان يصغيان في ارتياب،
ويشتمان مثل أرنبين مذعورين رائحة الخطر من وراء الباب.
في الصباح التالي، كان ثمة ثلاثة أرغفة، وبركة دم على بلاط
الزنزانة، ولا أحد فوق السرير
منقول ...
سلموز
زنزانة ضيقة، ضوء باهر في السقف، بطانية ممزقة تفوح منها روائح كريهة. منذ أغلقوا عليه الباب الحديدي زهز يجيل النظر فيما حوله بفضول، ويلوب في مساحة مترين مربعين دون أن يهدأ أو يستقر.
قرب الركن، رغيفٌ محشوٌ ببعض قطع البندورة، يلمس الرغيف في حذر ويختلط سائل رُب البندورة مع لب الرغيف: انها لزوجة تثير الاعصاب. ثمة شخص آخر كان هنا، أين مضوا به؟ ولماذا لم يأكل طعامه؟؟؟
يحاول أن ينام، يؤرقه منظر الرغيف الصامت، والضوء المنبعث من مصباح السقف، يخفي الرغيف تحت السرير. يدفن راسه تحت
البطانية، فلا ينام لأن ثمة رغيفاً محيراً لا يبوح بأي كلام.
في الصباح، يحضرون له رغيفاً مشابهاً، يحاول أن يقضم من طرفه
لقمة، لا يقوى على ابتلاعها، يتقيؤها، يضع الرغيف تحت السرير
ثمة الآن رغيفان ورجل واحد في الزنزانة.
ثم يأتون، يقتادونه الى الخارج، والرغيفان يصغيان في ارتياب،
ويشتمان مثل أرنبين مذعورين رائحة الخطر من وراء الباب.
في الصباح التالي، كان ثمة ثلاثة أرغفة، وبركة دم على بلاط
الزنزانة، ولا أحد فوق السرير
منقول ...
سلموز