الورد والعصفور وبريق عينيها
"إلى أغلى امرأة في العالم "
مدخل النافذة
أيتها الزمرد ، وطيف البنفسج ، أنت حالة
أخرى ، أنت فصل جديد ، وانهار من العسل
وان اخطأت في تشريح أنوثتك ، اغفري
ذنوبي لأني داخل مرآتك الزهرية واستري عيوبي وعورتي لكوني طفلا يتعلم فن الملاطفة
انتظري عودتي مع رحلة العصافير ، سأحمل لك ثلوج العالم كي لا يذوب المعنى في صدرك
المجهول .
1
لم أكن كاذبا حين قلت لها اني اقامر في حبك أنت والوطن تسكنان في بحيرتي وفي غابات
أضلعي ، أستشف النار من وهج أنوثتك .
وأنت من آثار اقلامي وبقايا أوراقي وحبري الذي يهطل كالمطر .
لا تعجبي ان قلت :
أنت المطر وذرات البرد .
2
كتبي كثيرة ، صفحاتها أكثر ، وحروفها أكثر من حبات الرمال التي في حديقتي . أنت أكثر من
كل شيء فيها لكونك ذاكرة الحب ، والجلنار المسكون بالنار الذي يلون ثوبي وحبي .
وأنت بسمة اللقاء الأول ، التي بنيت على اعشابها حلما من الزجاج الأخضر .
3
حين تفوح الورود بالعطور ، وتتلون بألوان لا أعرفها ، وحين تتبرج الكلمات في ذاكرتي
ويضحك الشتاء والوقت ، وحين تصحو الأغنيات على سفوح الأفق .
أعلم انها طافت من هنا وأهدت الريح بسمة فاشعلت الأرض بلون قزح .
يا لها من بسمة اثارت صهيل القمر .
4
كلما فكرت أن أرتمي على ثوبها المزخرف بالوان البراءة ، أو أدفن خيالاتي في تربتها أصبت
بالدوار ، وتراجعت باكيا ، خائفا عليها من رماد صرختي .
انها فراشة بلورية وسنبلة من رعد الفجر وانثى تجرحها الحشائش .
وبحار من رغبات العشق .
5
أيتها الانثى المعطرة بالرجفة ، لقد ترائيت لي من شهيق السنا .
دعيني أبني لك قصرا من العناق وأعد لك مساء صاخبا ، لكنه أقل هدوء ، كي نشرب النور معا
ثم نبوح بالمعاني .
حين الهذيان ، سأهديك ذرات قلبي الأخضر ، لأعيد تلوين خدك الثائر مع صرخة الفجر .
6
دوما أرتعش عندما أنثر سكوني ويخفق قلبي فأضيع هناك مع سطورك ورجفتك التي أتواري
خلفها معلنا عن حالة الهذيان المسكون برائحة الأقحوان .
أعلم انك أنثى رهيدة من ذرات القطن وهمس الربيع والحروف .
لن ألج إلى أعماقك السحيقة .
رائحة اللقاء تحولني إلى زيزفون ، إلى زمن الـرَّيْم .
رجفة تنتابني ، تسرق بقايا ذاكرتي ، تحرق تاريخي .
اتراجع لأجلك ، خوفا عليك ومن ذياك البريق المنبعث من خدرك الرَّهِيْد .
7
إلى أغلى امرأة في العالم
يا غصن الريهقان ، أريد ان امسك صوتك حتى لا يحلق مع النوارس ويرحل مع زورق انفاسك
الدافئة ، أريد ان التهم الريح كي لا تختنقين من كثافة الحان غيثارتي .
خذي هذا الصهيل وانتثري في سفينتي مهرة شرقية الأنفاس ، وأدخلي في جنتي ، سأحرس
شعركِ لينفجر الليل كالندى ، لأركب عائدا نحو كهفك الأحلى .
مع أنغام فرحتي .
8
منذ زمن بعيد ، قرأت كفك ، أخذت طلاسم أناملك .
كنت طفلا صغيرا أمتلك أنامل النساء كلها ، ثم غبت في أريكة الخدود أسأل عن أناملك أنت
فقط .
أين اناملك يا أغلى نساء العالم ؟
لم أدرك أن فنجاني كان مكسور .
9
أيتها المحارة .
أريد أن اهديك مساء مختلف عن كل المساءات ، أريد أن أقرأ لك كتاب ضفة الحب ، ثم انحني
كسنبلة ذهبية الروح .
أريد أن أغرس لون العيد في عينيك ، أن أرتعش بطريقة لم يعهدها العشاق ، أن أذوب في عبق
أنوثتك الطاهرة ثم أرحل صوب الينابيع ليلمع قلبي لك ، ثم يثور وينثر النجوم في احضانك هدية
قبل أن نسمع شهقة الفجر
10
أيتها الحوراء وصاعقة البرق ، أنا من فائض الغيوم وأمطار الشبق .
اعذريني وعلميني معنى الصداقة أولا والحب ثانيا .
علميني كيف أكتب عنك أجمل المعاني ، كيف أنقش وجهك في ضفة ذاكرتي ، وأمدده كالحرير .
دوما دعيني ملهوفا ، أجيئك أقطر شوقا ، أحرث الأرض من ورائي ، وأرويها من صخب الصهيل .
خاتمة
اللحن الأخير
من أراد أن يدرك معنى الحياة ويمارس شعوذة الحب على جدائل النساء ، لا بد ان يعرف طلسمها
الأجمل ويهديها رقصة العناق ولحن الأمان الأبدي .
انها الوطن وانفاسها حدود الوطن وانوثتها جغرافية العالم ، دعها تغني مخمل الكلمات ، تأرجح
الزمن ، حين تشدو :
أحبك ، أحبك أيها الورد والعصفور .